قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتأحمد السكري
 
عودة الروح !
شبكة النعيم الثقافية - الأستاذ أحمد السكري - 2006/08/07 - [الزيارات : 8612]

قبل أكثر من 35 سنة شخّص الشاعر العراقي المبدع «مظفر النواب« واقعنا العربي المأساوي وأطلق استغاثة اليائس في قصيدته "وتريات ليليه"، ولكنه كان كمن يؤذّن في صحراء مقفرة، حتى جاء رجال الله في لبنان، وبعثوا ببطولاتهم الأسطورية الحياة من جديد فينا، وتذوق جيلنا لأول مرة طعم الكرامة..

 قبل 35 عاما فجر «مظفر النواب« مشاعر الغضب، ولكنه كان في الوقت نفسه كمن يعلن نعي هذه الأمة، فأين هو الآن مما يسطره رجال الله في لبنان؟ لقد غاب عن المشهد منذ احتلال العراق، وترك علامة استفهام كبيرة، وارتيابا شديدا ؟؟

 

 

أصرخ فيكم ....

أصرخ اين شهامتكم؟!!

إن كنتم عرباً ... بشراً... حيوانات

فالذئبة حتى الذئبة, تحمي نطفتها

والكلبة تحرس نطفتها

والنملة تعتز بثقب الارض

وأمّا انتم

فالقدس عروس عروبتكم !!!

أهلاً !

فالقدس عروس عروبتكم !!!

 

 

تعول الأمم في نهضتها على ثلاثة اعمدة رئيسية تعمل معاً بشكل متناغم لتغيير واقعها. وفي الغالب تعمل هذه المقومات بشكل متداخل و متشابك , بحيث لا يمكن فصلها عملياً عند محاولة اسقاطها على تجربة مجتمع ما وإنما يكون احدها اكثر فاعليةًً. وسوف اعرضها بشكلٍ مقتضب دون ترتيب.

 

 فالقيادة هي اول هذه المكونات لنهضة اي امة, وأقصد هنا السلطة التنفذية المتحكمة في رقاب العباد وموارد البلاد. فقد يتوفر فيها من يملك رؤية حقيقية للنهوض بأمته و يكون فيه الشرف و الامانة و الاخلاص. ولعل اقرب مثال لنا هو مهاتير محمد رجل اخلص لبلده, وعندما انهى دوره  تنحى عن سدة الحكم. مقدماً بذلك تجربة غنية يجب ان نقف عندها طويلاً. أعرف جيداً ان هذا من ضروب المستحيل في مجتماعتنا العربية فتمسك حكامنا بمقاعدهم يعود إلى مرض جيني وراثي عضال ليس له من دواء سوى الكي او البتر.

 

فنحن في الحقيقة امام حكومات ارانب تتلفت يمنة و يسرة خائفة من كل حركة.

ألفت السكون  فهي في بحثٍ مستمرٍ عنه,  وحده السكون الدائم  مصدر الامان, حكام خلقوا لليوم الثامن. جائوا من الفراغ من اللاشيئ و إليه هم صائرون.

نحن نعيش مرحلة انعدم فيها الوزن. وعند إنعدام الجاذبية و الضغط الجوي ليس إلا الفراغ , مرحلة اصبحت فيها الريشة بوزن الفيل, وتحولت الدودة إلى ديناصور, فالعدسات المحدبة و المقعرة تعمل فينا بشكل يفوق البصر و يخدع البصيرة, وتقنيات التصغير والتكبير الرقمية قد بلغت مستوى فائق من المهارة. فبتنا نسمع أراءً حاسمة , لا تقبل المراجعة تصدر عن أناس مزهويين بأُميتهم.

 

أولئك اعدائك ياوطني

من باع فلسطين سوى أعدائك أولئك يا وطني

من باع فلسطين وأثرى بالله

سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام

ومائدة الدول الكبرى

إذا أجن الليل

تطق الاكواب

بأن القدس عروس عروبتكم

أهلاً ... أهلاً...

 

أما العمد الثاني فهم المثقفين,  والذين بفكرهم يمكنهم صناعة الرأي  وتجييش الشارع وبذلك النهوض به, كما فعل مفكروا الثورة الفرنسية عندما وضعو معايير جديدة للمجتمع واعادو إليه إنسانيته.

 

 في مجتمعنا العربي ليس ثمة مثقفون حقيقون, فالغالب الاعم اجسام هلامية ليس لها شكل واضح وإنما تعيد صياغة الخارج منها بما يتناسب مع المصالح الفئوية الخاصة. فما زال درهم معاوية يعمل فيهم بسحره الذي لا يقاوم. قلةُ هم الذين استطاعوا ان يحافظو على لونهم. إستقبلو وجه الصحراء العربية بصدور مفتوحة , تلك الصحراء التي تصر على اغتيال كل من يحاول إختراقها. قلة هم الذين امتلكوا فطنة الشنفرى وفهموا إمكانية حفظ الماء في بيض النعام , فخزنو ماءهم لوقت الضمأ. ولكنهم  -ونظراً لقلتهم- لم يستطيعو ان يخزنوا من الماء ما يكفي لبث الحياة في اطراف هذه الصحراء المترامية, بل حتى انهم غير قادرين على وقف موجة التصحر التي تغتال مجتمعا العربي عبر ثقافة الواوا. فصاروا كما الصعاليك ننسج عنهم العديد من الحكايات ولكن ليس لهم تأثير حقيقي في صيرورة هذا المجتمع واعادة انتاج هويته.

 

أما العمد الثالث فهو وعي الناس و فهمهم لحقيقة وجودهم  وتلمسهم لحاجاتهم الانسانية و مقوماتها, وعندما اتحدث عن الحاجات الانسانية أريد ان أفرّدها عن الحاجات الحيوانية للإنسان.

 وفي مجتمعنا العربي لا يمكن لأي عاقل التعويل على ذلك, فنحن في الغالب لسنا سوى مسوخ, وبقايا إنسان, نحترب على أي شيء وكل شيء.

 

 حتى عرف أعدائنا جيداً كيفة  العزف على تلك الألحان واثقين أننا سنرقص عليها بعبط لم يعرفه حتى انسان القرون الوسطى. كل الالحان لجميع الرقصات, يالبلاهة هذه الامة, لقد حولت كل مقومات وحدتها من دين, ولغة, وتاريخ مشترك, ومصير مشترك  إلى معاول فتاكة للتفرقة و الشقاق, معاول تنخر في كل زقاق, في كل بيت , بل في كل فرد.

 

سنصبح نحن يهود التاريخ

ونعوي في الصحراء

بلا مأوى

 

في ظل هذه الحالة العربية البائسة, جاءنا هذا القادم من الجنوب, يعدنا بالمفاجئات, لم يدري ان إطلالته هذه هي مفاجأة المفاجئات, من أين جاء هذا القادم من زمن علي , نحن قد إعترفنا لعلي وأخبرناه بحالنا منذ زمن.

 

أنبيك علياً

مازلنا نتوضئُ بالذل و نمسح بالخرقة حد السيف

ما زلنا نتعذر بالبرد وحر الصيف

مازالت عورة عمر بن العاص معاصرةً و تقبح وجه التاريخ

مازال ابو سفيان يؤلب بإسم اللات العصبيات القبلية

مازالت شورى التجار ترى عثمان خليفتها

وتراك زعيم السوقيه

 

لقد اعترفنا بكل ذلك وارحنا ضمائرنا بعد ان اودعناها في البنوك السويسرية حيث السكون و السرية. لقد اعترفنا بذلك كله وانتهينا.

 

 فمن أين جئت لنا ايها الجنوبي؟؟؟ من اين جاءت هذه المفاجأة؟؟

 

لعلها لطف من الطاف الله التي يغمر بها أمة محمد لحبه له, لعلها معجزة, كمعاجز المسيح.

هو ذاك إذا , يريد الله ان ينفخ الروح في هذه الامة الميتة.

 

تطل علينا وتعدنا بالمفاجئات, سيدي انت ذاتك مفاجأة لم يعرف العالم كيف يستقبلها, لم تربك حسابات الصهاينة فقط,  وإضطررتهم إلى إعادة النظر , ثم إعادة البصر حتى إنقلب إاليهم البصر خاسئاً وهو حسير. ولم تربك حكومات الخونة فقط, فعادت إليها طبيعتها الارنبية وباتت تتلفت يمنةً و يسرة.

لقد أربكتنا جميعاً سنةً وشيعة, مسلمين ومسيح. لم يعد أحدا  يعرف من أين ؟ وكيف؟ ولماذا؟

 

لم نعد نرى سوى جهة واحدة للعالم, فكم كناً جهلاء بجغرافيا القلب حين كنا نعتقد بوجود جهات أربع.

 

إنها جهة القلب التي جعلت صلاح السعدني يصرخ في حفل أقامته نقابة الفنانين في مصر

 "مدد ياسيدنا حسن مدد"  هو إذن معجز استطاع ان يخرق قوانينا العربية , إستطاع ان يحرك السكون......

 

فهل نحن أَكفَاءَ؟  نستطيع أن نعمل بجدٍ وشرف وإخلاص لكي لا يرجع السكون. أم هي مظاهرات و شجب و شعارات, ثم نعود إلى نسائنا, إلى سباتنا, إلى موتنا.

 

سؤال يلقي بظلاله على كل فرد منا , و الاجابة الصحيحة هي بالتأكيد ليست المخرج السهل الذي أدمنا مسلكه.

أنا لا حول لي ولا شأن... فانا مغلوب على أمري , تلك إجابة خاطئة رفضها الله في محكم كتابه

"إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قٌالوا فيم كنتم, قالوا كنا مستضعفين في الارض, قالوا ألم تكن أرض الله واسعةً فتهاجروا فيها " (النساء-97).

 

ألم نستوعب بعد أن الهجرة المكانية ليست دائماً هي الهجرة المطلوبة؟

 

أحمد السكري

27 يوليو 2006

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م