قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالأستاذ كريم المحروس
 
مناوشة بحرانية لرزية الانتخابات البرلمانية ورجوعها لأمها يوم الخميس
الأستاذ كريم المحروس - 2006/10/31 - [الزيارات : 5750]

مناوشة بحرانية لرزية الانتخابات البرلمانية ورجوعها لأمها يوم الخميس

كريم المحروس
K_almhroos@hotmail.com

اتصل أحد الصحفيين العرب ببحراني معارض كتب مقالا حول مطلب عودة برلمان 1973م نشر في جريدة عربية في العاصمة البريطانية . وفي لفتة مثيرة للاستغراب، عرض الصحفي نفسه مناضلا ومكافحا ومجاهدا وقوميا وتقدميا مخلصا لقضايا الحرية وحقوق الإنسان ، وأجمل في الكشف عن خدماته التطوعية لقضايا البحرين ولم ينس أن يلمح إلى قدراته وإمكانياته الإعلامية وشبكة علاقاته الواسعة المرشحة للمزيد من الانبساط لدعم حقوق البحرانيين وقضيتهم إذا ما استجاب هذا البحراني لطلب توظيفها في قضايا الانتفاضة الدستورية البحرانية على وجه الخصوص في تلك المرحلة العصيبة . فما كان من البحراني المخلص إلا أن ضرب معه موعدا قصير الأجل للقاء في أحد مقاهي لندن المشهورة.

وفي ساعة هذا اللقاء الودي العاطفي حاول الصحفي العربي أن يظهر فساد الوقائع والنظم الإدارية في الجريدة العربية المذكورة التي يعمل بها، وأنه الوحيد من بينهم اخلص لقضايا البحرانيين بلا منازع وبلا مقابل من بعد شهرتها السياسية في أوروبا .

كان واقع الحال أدعى لبناء علاقة تطوع وطيدة (خاصة) قدر لها أن تتوج في نهاية اللقاء بطلب خاص من الصحفي العربي إلى البحراني: أن يدير البحرانيون ظهورهم للإدارة الصحيفة العربية تلك وان يشرعوا في إرسال بياناتهم ومقالاتهم على رقمه الخاص في منزله عوضا عن إرسالها مباشرة إلى (فاكس) الجريدة ،حتى يتسنى له القيام بواجبه القومي التقدمي وبعمل ما يلزم من تغطية ونشر.

يقول البحراني: استبشرت خيرا .. وكانت الأيام الأولى رائعة .. مقالاتنا وبياناتنا في البرلمان والدستور إضافة إلى الأعمدة الصحفية التي يكتبها المتطوع العربي ظلت تنشر باستمرار في الجريدة نفسها.. ولكن مفاجئة وقعت ..

توقفت الجريدة نفسها عن نشر أية مادة متعلقة بالبحرين بعد أن شوهد العربي الصحفي متيما بقسم الاستقبال في سفارة البحرين! . ومنذ تلك اللحظة لم نر له شخصا ولم نسمع له صوتا ، ثم علمنا لاحقا أنه أخ لرئيس مخابرات دولة عربية وفد إلى لندن لمسائل "نضالية قومية مستعجلة"!

ربما تكون هذه الحادثة عادية جدا في لندن لأنها تحدث دائما بين عربها وما أرداك ما عربها .. وبين صفقات الشراء والبيع الصحفي والسياسي اليومي التي تضج لها طاولات المقاهي المشهورة . ولا عجب أن تسكن هذه المقاهي الموبوءة أرواح بعض مناضلينا إلى يومنا هذا فيحنون لأيامها وكم كانت تستحق أن يجعل لها من الذكرى ما يستحق الوفود والإحياء.. وقد يصح قول القائل فيهم: (أن المعارضة في البحرين طريق لكسب المناصب والأرزاق بأعلى معدلاتها) .ولكن بنسب عادية جدا تشهدها اكثر القضايا السياسية إلحاحا في أي بلد عربي. فهذا هو مستوى الفكر المتاح الذي أنتجته موجة النظريات السياسية التي جالت كل بلادنا منذ الأربعينات فأخذت منا مأخذا عظيما.

سردت وقائع هذه القصة لصديق مقرب فضحك بملء شدقيه ثم استدرك بالقول: واليوم ماذا ترى ..أما علمت بأن الروح العربية لهذا الصحفي شاعت في بلادنا حضاريا ونحن نفخر بذلك اليوم؟ .

سألت الصديق: وكيف ذلك .. نورنا .

فأجاب: لقد شهدت ساحتنا إبداعا وتقدما ملحوظا ..إذ انتقلت روح ذلك الصحفي إلى البحرين فتقمصها أفراد كثيرون ، ثم تطور الأمر مؤسسيا وحضاريا فأصبحت اليوم جمعيات سياسية كبرى تتقمص هذا الدور ولكن بلا عمالة مباشرة تستتبع زيارة السفارة البحرينية لأن العمل أصبح محليا، ولأن الخدمة والتطوع أصبحت بالمجان ولا حاجة للتبعية أو العمالة ...

أما علمت الفرق بين بحرين الأمس وبحرين اليوم ؟!. في عهد الشيخ عيسى كانت المخابرات و(الخيزرانة) من مختصاته . وكنا نناضل نضالا إسلاميا بكل جهودنا ، وكنا نؤمن بأننا إذا ما فشلنا فإننا لن نخسر شيئا ..ستنقى سرائرنا ..وتصفى معادننا .. وتصل عقولنا وأفكارنا إلى شيء من الكمال، حتى نتفوق فنصنع من ذلك أجيالا تحمل الراية من بعدنا فلا يكون النصر إلا حليفنا من عند الله سبحانه وتعالى إن شاء دون غيرنا ، فللدين رب يحميه. ولكن شاءت الأحوال أن يدعو البعض من بعد نكستنا السلطات للحوار واعتماد مبدأ العمل السياسي عوضا عن سلطة المخابرات و(الخيازرين) .

وفي العهد الجديد الراهن نلنا ما دعونا أو ما كان اقرب من ذلك ، فأصبحت السياسة رأس مال السلطة حتى اكتشفنا: ألا خبرة لنا أمام هذه السياسة التي تبنينا تحقيقها هدفا استراتيجيا ، ولكننا أبدعنا في مخابرات الشيخ عيسى بيننا بديلا.. أما علمت أننا نضرب أنفسنا (بالخيازرين) كل يوم ولسنا بحاجة لرجل مخابرات ينهال علينا بهذه (الخيازرين) فوفرنا للسلطة مدفوعات رواتب فوج من رجال المخابرات أقيلوا مؤخرا. واما رقابة المخابرات فيكفي أن مناطق كثيرة في البحرين شكلت لها بعض جمعياتنا السياسية ومن ورائها برزخ من الجمعيات الاجتماعية والثقافية الشكلية - خلايا رقابة ضد منافسيهم وليس ضد السلطة ، وبات المرشح البرلماني والبلدي المنافس يخشى سطوة خلايانا حتى في مجالس النساء وحسينياتهم.. عجيب امرنا .. (يقصون) علينا في لندن وفي بلدنا البحرين فنورث أبناءنا مناقب في المخابرات، وفضائل بسط( الخيازرين)!

لو تركت لصديقي هذا المجال واسعا لما انتهى من أقواله هذه ، ولمات كمدا.. قالوا فقلنا .. اقترحنا واقترحوا ..فشلنا وفازوا .. فشلوا وفزنا .. قاطعنا وشاركوا .. شاركنا وقاطعوا .. والجدل بين ذلك عظيم ، ولكني لم استوعب اليوم بعد ما جرى في مسألتين : الأولى : أن يأخذ ذووا الأغلبية الانتخابية والمشاركة دورا أمنيا ضد منافسيهم وأنفسهم ، فهذا يطعن بسيف ، وهذا يضرب برمح ، وهذا يرمي بسهم ، وليس لأحدهم منهم براءة ولا ولاية وكلهم شاركوا في فتنة كبرى منذ عهد (الحوار) أرجو ألا يكون يوم الخميس يومها- (لم اطلع على الكلندر بعد ولا يستحق مني ذلك)!. والثاني : أن يشكل ذووا الأغلبية الانتخابية والمشاركة شبكة مخابرات ورقابة بين المواطنين والمتنافسين حتى يكون لهم الفضل في اغتنامها قبل غيرهم ، ويكون لهم قصب السبق عند رؤسائهم فينالون منهم بعض بركاتهم ...فهذا مما لا يليق أبدا حتى وان قلنا ببساطة الخبرة والتجربة السياسية.. والاضطرار .. ودفع الضرر .. (وين عاد) في رأس (الفتنة البرلمانية والمشاركة) ومن قبلها (الفتنة البرلمانية والمقاطعة) ؟!.

نعم .. هكذا اسميها ولا تستحق غير لفظ " الفتنة" بدلا .. ورأسها هو رأسها بالأمس واليوم ولا أعلم عن غد غير: ألا رأس هناك لأحد . لقد تعودنا أن يتقدمنا أحدهم باسم فلان ، ثم نرى في ذلك تصديا مثاليا للقيادة .. ونزمجر وهو من خلفنا بأم رؤوسنا وبلا وعي: (معكم .. معكم) ، فتتنبه رؤوس الشياطين وتميل معها السلطات ويلتقي الجميع (المشارك والمقاطع) مع رؤوسنا ، لا لتحظى بفوز الأغلبية المشاركة ،إنما لتكون بديلا قطبيا تجتمع القوى وتنبسط بين يديها ، ثم ينبعث رأس الشيطان الأكبر من مغرزه فتكون الرزية (رزية الخميس) وما أعظمها من رزية حينئذ.. يشيب لها رأس الرضيع !

من هنا أرى: أن المشاركين في فتنة الانتخابات اليوم هم كلهم شركاء في (رزية الخميس) وما أدراك ما هي .. نار حامية تسقى من قلوب ملؤها الحقد والكراهية.

إن مؤامرتين عظيمتين تحاك ضدنا أراهما واضحتين أمامي ، ولو كشف لي أحدهم عنهما الغطاء لما ازددت يقينا . إحداهما نصنعها الآن بأيدينا وأيدي التيار العام مثلما صنعنا حوار التسعينات الذي ضربنا فيه على صدورنا وحصرنا زعامة الحوار مع السلطة بيننا ومنعنا لأحد الحق في تغذية وتغطية وقائع الانتفاضة إلا بأوامرنا ، وكلما قال الغير :مالكم وحصر النضال وتضييقه فيكم ؟ قالوا: هندرسون عرفنا بحجمنا فقال لنا: (لقد هززتم كأس الماء فلا تسكبوا ماءه) . ثم تزعمنا بالأمس فتنة المقاطعة البرلمانية ودعونا لها اليوم بكل ما نملك.

واما المؤامرة الأخرى فتُصنع لنا كما صنعت في لندن وشارك فيها الصحفي العربي عبر جهاز مخابرات بلده فكان واسطة (نضالية مستعجلة) تستحق لمثلها اليوم أن يوضع شعب بأكمله في دائرة جهل مطبق ، فلا يحق لأحد أن يختار مرشحه أو يقاطعه بكامل وعيه وإرادته !.. وممنوع أن تجرى المناظرات بين مرشحي دائرة واحدة وان كان المرشحون يتبعون جمعية واحدة .. وعلى جميع السفهاء الخضوع لحق الوصاية حتى يبلغوا سن الرشد!

بعد انتهاء الانتخابات وتشكيل البرلمان يكون الملك الشيخ حمد قد انتهى من تأسيس وتنظيم آخر مؤسسة من مؤسسات الدولة الجديدة بعد فشل جدل المقاطعة .وكلنا يعرف أن كبراء قومنا شاركوه في تهيئة مناخ هذا الإنجاز ، وهم الكبراء الذين شهدوا نكسة الدستور عن قرب وساهموا فيها. والفرق (بسيط) جدا بين عهد عيسى والعهد الجديد، والمميز بينهما: أن السلطة الآن مبنية على نصوص خاضعة للإرادة المطلقة للملك ، وستصبح الأغلبية بعد الانتخابات وكل فرد مادي ومعنوي في الدولة مسؤولا أمام الملك لا أمام أي نص مهما علا، فلا سلطة قضائية ولا تشريعية ولا تنفيذية ولا سلطة أو مؤسسة مدنية تساءل إلا أمامه فقط . ومن فوق هذه السلطة هناك سلطة (ميكافيلي) مستترة وبديلة عن جهاز المخابرات ، لها مهمات استراتيجية مكملة للسلطة المطلقة للملك .. فإلى أين سيتجه البرلمان ورواد ودعاة الترشيح والانتخاب بعد ذلك ، وما هي المسافة بين سلطة البرلمان وسلطة الملك ، وهل هناك وجه مقارنة بينهما ؟! وعندها سنؤذن في (خرابة) وسيصبح الاعتقال والسجن شرعيا متعلقا بحكم القضاء المنظور  ، وستكمم السلطة المستترة الأفواه حتى تنتهي من إنجاز مهمات التجنيس والتوظيف الطائفي المحكم!.

إننا نتصارع اليوم في وادي سحيق جدا ونتجادل فيه بين المشاركة والمقاطعة ، بينما أبناء هذا الجدل وقادته هم صناع ورواد ورموز فشله . ولا خير في كلى الطريقين: المشاركة والمقاطعة . ولن أقول: لا خير في روادهما وقادتهما ، فـ(ما كل مفتون يعاتب) في عهد أمير المؤمنين علي (عليه السلام).

إن رزية الانتخابات والبرلمان أسوء رزية ستمر بها جزيرتنا المكافحة ، وعلينا: ألا ننسى أن الغالبية العظمى ومن خلفها علماء أمتي ستصنع لحظاتها ، وليس لنا العذر بعدها في لعن هذه الساعة ، وهذه المشاركة ، وهذه الثقة العمياء التي أوليناها لمن هم دونها ..

يقول صديقي معقبا بعد أن صفق لي تصفيق المستهزئين: ولتكن أيامنا هذه "رزية" فما أحوجنا لها ، فلربما كانت لحظاتها هذه جاءت لعلاج خلاف إمامة أو خلافة ، أو لدفع "الضرر الأكبر" المخلص من النار  وأنت لا تعرف الضرر وما هي ، أو لمتطلبات فرضتها "مسائل نضالية قومية مستعجلة"! . وفي جميع الأحوال: يبقى الفشل نور للفشل يستضاء به في يوم فشل آخر  لا ضياء ولا نور فيه. والرزية كل الرزية كانت في يوم خميس منذ مطلع التاريخ الإسلامي ، فما يضيرنا أن تكون لنا رزية ورزية ورزية نتأسى بها في كل حين .. وثق تماما أن رزية المشاركة القادمة لن تكون في يوم خميس فذلك ما يزيد في رجحان شرعيتها!

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م