قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتعلي مجيد السكري
 
في‮ ‬أزقة النعيم رجال
جريدة الأيام - 2008/07/20 - [الزيارات : 7446]

في‮ ‬أزقة النعيم رجال

علي مجيد
 
هناك في‮ ‬أحد أزقة النعيم،‮ ‬يوجد كرسي‮ ‬طويل،‮ ‬يسع لأربعة أو خمسة رجال،‮ ‬تجدهم في‮ ‬الصباح الباكر‮ ‬يتجاذبون أطراف الحديث،‮ ‬ويسألون عن بعضهم بعضاً،‮ ‬منهم من لا‮ ‬يبصر بعينه،‮ ‬فقدها بسبب عناء العمل الذي‮ ‬انخرطوا فيه رغم صغر سنهم،‮ »‬قلاليف ونجاجير‮« ‬إذ كان معروف عن رجال النعيم أنهم‮ ‬يعملون إما في‮ ‬البحر أو في‮ ‬النجارة،‮ ‬فقلما تجد احد من النعيم،‮ ‬ممن تكون أعمارهم بين الأربعين والستين ولا‮ ‬يقول لك أثناء حديثه عن ذكريات الماضي‮ ‬انه لم‮ ‬يعمل في‮ ‬النجارة،‮ ‬أو في‮ ‬القلافة‮.‬
في‮ ‬السادسة صباحاً‮ ‬ينتظر ما‮ ‬يقارب ‮٥ ‬رجال من المنطقة بلغوا من العمر الستين وبعضهم السبعين،‮ ‬وقليل من هم دون ذلك،‮ ‬جدي‮ ‬الحاج علي‮ ‬آل نوح‮ ‬يخرج من منزله الذي‮ ‬يلاصقه ذاك الكرسي،‮ ‬فيكون في‮ ‬يده التمر أو الرطب وفي‮ ‬اليد الثانية القهوة وفناجينها،‮ ‬ويبدأوا في‮ ‬احتساء القهوة،‮ ‬بعد ان‮ ‬يأكلوا الرطب أو التمر،‮ ‬وكل من‮ ‬يمر في‮ ‬ذلك الشارع‮ ‬غير المخطط له جيداً‮ ‬والذي‮ ‬لا‮ ‬يتسع إلا لمرور سيارة واحدة فقط،‮ ‬ينزل ويأكل من التمر ويشرب تلك القهوة،‮ ‬بل وحتى الطلبة التي‮ ‬يذهبون الى مدرسة النعيم الثانوية اعتادوا ان‮ ‬يمروا أمام تلك المجموعة من كبار السن فيلقون عليهم التحية والسلام،‮ ‬فيرد أحد الرجال الكبار الجالسين على الكرسي‮ ‬وعليكم السلام اتفضلوا‮.‬
أما الحاج مهدي‮ ‬الذي‮ ‬فارق الحياة‮ ‬يوم الجمعة من الأسبوع الماضي،‮ ‬فكان رغم أنه كفيف البصر،‮ ‬يعرف بمجرد ان‮ ‬يسمع صوت السلام‮ ‬يعرف من هو الذي‮ ‬ألقاه،‮ ‬وإذا افتقد صوتك‮ ‬يومين أو أكثر فإنه لابد ان‮ ‬يسأل عنك،‮ ‬فكان‮ ‬يمارس دور الأب لجميع أبناء المنطقة،‮ ‬يحزن حين تكون هناك مصيبة ألمت بأي‮ ‬أحد من جيرانه،‮ ‬ويفرح لفرحهم‮.‬
ما دفعني‮ ‬لكتابة هذه المشاهد من منطقتي‮ ‬هو إننا بدأنا للأسف نفقد شيئاً‮ ‬فشيئاً‮ ‬من هذه المظاهر،‮ ‬فبدأ الناس والجيران لا‮ ‬يلتقون إلا ما نذر،‮ ‬والسؤال عن بعضنا بعضاً‮ ‬قل،‮ ‬كل هذا‮ ‬يؤثر فيمن كان‮ ‬يتذكر حلاوة السؤال عنه‮.‬
انهم رجال مضوا عنا ولابد ان نفكر جيداً‮ ‬في‮ ‬ان نبقى على منوالهم لأنهم لا‮ ‬يعرفون الغل،‮ ‬ولا الأحقاد ولا الضغائن‮.‬
مشاهد الماضي‮ ‬ورجالاتها بدأنا نفتقدها شيئاً‮ ‬فشيئاً،‮ ‬وهذا‮ ‬يتعين بالمجالس البلدية وبالمؤسسات الأهلية التفكير في‮ ‬ان‮ ‬يجعلوا من هذه الذكريات نبراساً‮ ‬للاقتداء وللحفاظ عليها من النسيان‮.‬

 
منقول عن جريدة الأيام الأحد  20 يوليو 2008

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق