قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالسيد رضوان الموسوي
 
كيف نؤسس لعمل تطوعي ( نوعى ) بإشراك الجميع
شبكة النعيم الثقافية - 2004/05/19 - [الزيارات : 8270]

وليس هنالك دين ومعتقد أكثر من الإسلام حث وبقوة على ضرورة خدمة الأخريين والسعي في تحقيق مطالبهم وتطلعاتهم وذلك من خلال الدعوة الصريحة للتفاعل مع المجتمع وتأسيس وعى اجتماعي على أساس التكافل والتعاضد في حل أمور المجتمع والمقولة الشهيرة لسيد الأوصياء النبي محمد ( ص ) قد أكد فيها بما لا يدع آدني درجة للشك أهمية بناء المجتمع القائم على التكامل ( كلكم راعى وكلكم مسئولا عن راعيته) ومن بعده جاء الأئمة الأخيار ( ع) الذين كان خطهم وسيرتهم امتداد لنفس الهدف في تجسيد حب العمل الخيري الذي يعود بالنفع على الجميع من خلال الممارسة بالقول والفعل في سيرتهم المباركة .

وحتى في مجتمعنا ولوقت قصير كانت تسود الناس هذه الروح إذ تقوم مجموعة من الناس بالنجدة والتعاضد مع المحتاج أو ما سميت وقتها ( بالفزعة ) اى يفزع الكل لمساعدة الفرد الواحد عند الحاجة فى عمل انسانى كبير شهدته الأجيال السابقة.

بلا شك إن العمل التطوعي هو إحدى دعائم التكامل الاجتماعي من زاوية ( التضامن، التكافل ) في الحراك الاجتماعي بشكل عام، وعلى أساس مدى التفاعل والتجاوب مع الأنشطة والفعاليات التطوعية المجتمعية يقاس وعى وتحضر الشعوب ، وفى السنوات الأخيرة اصبح العمل التطوعي علم بحد ذاته له أصول ومبادئ متقدمة جدا فى عدة دول من العالم تأخذ بهذا المنحى ، أنشئت فى سبيلها المعاهد والمدارس الخاصة واصبح لها دور كبير فى دفع التنمية الاجتماعية ووضعت لها رموز وعلامات عالمية وليس أدل من ذلك حالة الام تريزا هذه المرآة الكبيرة التى زرعت الأمل لدى ملايين القلوب المحرومة ، اذ صار لها اتباع ومدرسة يجهدون فى تقديم افضل عمل تطوعي اجتماعي ( خدمي ، انسانى ) لحل مشاكل الإنسان فى اى مكان ومن قبلها مؤسسات الهلال الأحمر وغيرها من المؤسسات إلى انتشرت فى كل مكان خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية التي ظهرت الحاجة فيها لمثل هذا النوع من العمل .

ولكن حال الرجوع لمجتمعنا في وقتنا الحالي ، هل نرى ذلك متحقق على الصعيد العملي ؟ الجواب مع الأسف كلا ! إذ لم يرقى مجتمعنا للدفع بغرس وتأصيل العمل التطوعي وضرورته سوى كان الجانب الخيري منه او المهني ، وفى الجانب الرسمى او الاهلى فلا زال هذا النوع من الإيقاع داخل المجتمع بعيدا عن الاستيعاب الصحيح له ولم يتعمق بشكل واضح فى المجتمع ، ولذلك أسباب عديدة أتصور من الأهمية ان استعرض هنا أهمها، متوخيا فى ذلك بث ثقافة أولية فى هذا السياق تستطيع ان تضع اسس ومفاهيم اولية لاستقطاب اكبر شريحة من المجتمع لتقوم بدور فاعل لانجاح فرص العمل التطوعي ومن هنا أرى إن أضع بعض النقاط التالية التي ربما تلقى الضوء على الجوانب الهامة للبدء فى رسم صحيح للمستقبل لعمل ناجح ومثمر ، وأتصور ان الأمر يقع فى تفعيله على جهتين مجتمعيتين لهما الأولية ، من ثم تأتى الأمور الثانوية الأخرى .

الأولى التوجيه الأسرى والمجتمعي: وذلك عبر الأسرة والحث والتشجيع من الوالدين في تحبيب هذا النوع من العمل وتوجيه الأبناء للمضي في وضعه ضمن البرامج الأبناء فى مسار حياتهم، أما الدور المجتمعي فالمسئولية تقع بشكل كبير على العلماء، والخطباء وأئمة الجماعة من خلال المنابر الدينية خصوصا في المساجد، والتي توجد فيها برامج تثقيفية وتوجيهية للأولاد او بث الوعي من خلال المناسبات الدينية الكثيرة التى تحفل بها مؤسساتنا الدينية .

الثانية هى دور المؤسسات المجتمعية الخارجية المختلفة: والمدرسة هي أفضل المواقع الأولى لوضع اللبنة او القاعدة لمثل هذه المشاريع الهامة فى حياة الطالب ، وحبذا لو أوجدت مادة ضمن المناهج المدرسية لتخريج طلبة يؤمنون بهذا العمل ويؤدونه كرسالة إنسانية ، والدور الأخر والمهم يقع على عاتق الصناديق الخيري الأهلية حيث يمكنها تبنى مشاريع إعداد الكوادر الشبابية وخلق جيل يحمل روح العمل التطوعي ويتم تأهيلها وإعدادها لاادارة دفة العمل داخل المؤسسات مستقبلا او المراكز الثقافية فى المناطق وتشكيل الفرق المختلفة فى ذلك الصدد ، وإيجاد برامج وفعاليات وورش عمل وحبذا لو اقيمت مسابقات تشجيعية ترصد لها الجوائز والشهادات ، وإيجاد فعاليات عملية داخل المجتمع تعمل على تكريس هذا النوع من الاعمال والتفاني فيها مثل يوم للتنظيف ويوم للأعمار ويوم لغرس الشجر والتنظيم او ما شابه ، وهذا لايتاتى كما ذكرت الا بتعاون كافة المؤسسات المجتمعية فى خلق هذا النوع من البرامج المنتجة .

الدور الاعلامى الرسمي أيضا يمكن ان يكون له أهمية فى هذا الموضع من خلال البرامج المرئية او البرامج المسموعة بالراديو ، والصحافة يمكن ان تدفع بهذا الاتجاه أيضا والمجلات التخصصية يمكن ان يكون لها دور فاعل فى هذا الاتجاه ، فللأعلام دور مؤثر وكبير فى هذا المجال يمكن الاستفادة منه .

هذه بعض الأفكار التى يمكن اعتمادها كمرئيات أولية لتفعيل العمل التطوعي الناجح داخل المجتمع وبمشاركة كل مكونات المجتمع ، ويمكن للجميع هنا المساهمة بطرح أفكار وتصورات إضافية من خلالها تتبلور الرؤية وتخلق أفكار إبداعية اكبر يتقدم بها المجتمع بشكل سليم ومتقدم دوما . .

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م