يمكننا تلمّس علاقة الزهراء (ع) برسول الله (ص) من خلال النقاط التالية:
1- أشبه الناس برسول الله (ص):
نقل عن عائشة أنّها قالت: (ما رأيت أحدًا كان أشبه كلامًا وسمتًا وهديًا ودلًا برسول الله من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها في مجلسه، وكانت إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبّلتها وأجلسته في مجلسها).
2- أحبّ الناس لرسول الله (ص):
روى الحاكم في المستدرك: (كان رسول الله إذا رجع من غزاة أو سفر أتى المسجد فصلّى فيه ركعتين شكرًا لله على أنّه أرجعه من سفره، ثمّ ثنّى بفاطمة ثمّ يأتي أزواجه).
وروى في المستدرك: (أنّ النبي (ص) كان إذا سافر كان آخر النّاس به عهدًا فاطمة...).
3- مسؤوليّتها تجاه أبيها:
أحسّت بالمسؤوليّة تجاه أبيها عندما نهض بعبء قيادة الدّعوة الإسلاميّة، فقامت تعطيه كلّ ما تملك من حنان، وترعى حياته، وكانت تحتضن أباها وتخفف عنه الأعباء والآلام، وكانت تتابع وضعه وكلّ ما يقوم به المشركون ضدّه، وكانت تراقب رسول الله في حركاته وسكناته، وتتحرّك في خدمته قبل أن يأمرها، فكانت الابنة والأم في آن واحد ولذا سمّاها رسول الله (ص) (أمّ أبيها).
من خلال النقاط السابقة وغيرها يمكننا أن نفهم مدى العلاقة الوثيقة، والرابطة القويّة بين الزهراء (ع) ورسول الله (ص)، وهذا يدفعنا لأن نتمثّل الزهراء (ع) في حياتنا، من خلال علاقتنا بآبائنا، ومن خلال علاقتنا بأبنائنا..
دروس للأبناء:
- اقتداء الابن بابيه المؤمن الصالح، والسير على هديه في أخلاقه وسلوكه.
- احترام وتقدير الابن لأباه من خلال القيام له والسلام عليه وتقبيل يده، ويكون أول من يسلّم عليه عند قدومه من سفره، وآخر من يودّعه.
- رعاية الآباء ودفع الأذى عنهم، والدفاع عنهم، وخدمتهم في جميع الأوقات.
دروس للآباء:
- احترام الابن وتقديره.
- العلاقة الحميمة بين الآباء والأبناء لها دور مهم في تربية الأبناء، وتوجيههم وتقويم سلوكهم.
- الرأفة والرحمة بالأبناء، لكي ننتج جيلًا صالحُا ملتزمًا بخط الإسلام ومبادئه.
سماحة السيد عدنان الغريفي
المجلة الفاطمية - العدد 5 13 جمادى الأول 1431 هـ - 2010 م مأتم النعيم الوسطي |