قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالأستاذ كريم المحروس
 
في ذكرى النصف من شعبان...كيف نهزم شبح
الأستاذ كريم المحروس - 2004/09/25 - [الزيارات : 5845]

في ذكرى النصف من شعبان

كيف نهزم شبح "اليأس" ومشهد "الواقعية" في حي النعيم ؟

 في لقاء مثير جمعني وأحد الأصدقاء الأعزاء في منطقتنا النعيم ، تناظرنا فيه بجد حول الوظيفة الأساسية التي يتوجب على أهل منطقتنا ورموزها الثقافية والاجتماعية رعايتها وإبلائها الاهتمام الأكبر .

 وكان اختيارنا في المناظرة قد وقع على عنوان رئيسي متعلق بكيفية النهوض بمؤسساتنا وجعلها بمستوى التحدي الكبير المتمثل في واجب توفير الضرورات الثقافية والاجتماعية الأولية ومتطلباتهما في ظرف سياسي معقد جدا يحاول بشتى الطرق فرض ولاءاته وتوصياته بلا أي وظيفة عملية سليمة وبلا أي فهم أو إدراك لطبيعة منطقتنا وحساسيتها وظروفها الراهنة، كما ميز من قبل بمحاولاته المتكررة في مثل هذه الظروف السياسية المعقدة أيضا إشغالنا في ترهات سياسية مبررة لتخلف الجهات ذات العلاقة عن رعاية منطقتنا وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية التي توجبها الحياة العصرية.  

 وكلما استعادت ذاكرتي تلك المناظرة وحيثياتها ونتائجها؛ رأيت نفسي وقد ثبتت بآمالها بين أكثر الصور مثالية، حتى رست أمام ناظري بعض تلك الصور التي أتى بينها: أن لجنة مشتركة مستقلة جامعة منتخبة تضم كبار القوم من أهل منطقتنا يجب أن تؤسس ، ولها من الوظائف ما يضم مخططا ثقافيا اجتماعيا اقتصاديا استراتيجيا منتظما ومنظما، ومبنيا على أرقام وإحصاءات مستقلة تشكل وظيفته البيانية الرئيسية، وملزما لأبناء المنطقة من المتخصصين وذوي الكفاءة بالتطوع وتحمل مسؤولية المشاركة الفعالة في بناء وتنمية المنطقة في مختلف الأبعاد، والاستفادة من المحيط الشعبي والرسمي ما أمكن ذلك، للتعجيل في إخراج هذا المخطط إلى الواقع في ظرف زمني محدد. على أن تظل تلك اللجنة وليدة الهم العام الناتج عن مؤتمر يضم أبناء المنطقة كافة بلا أي تحيز طبقي رمزي أو فئوي خاص أو حتى عائلي مناطقي. فذلك من شأنه دفع مؤسساتنا الشعبية من جديد إلى الأمام والمساهمة معها في إنقاذ المنطقة من تبعات  تخلف مؤسسات الدولة وطائفيتها ومن انشغال السياسيين بسياساتهم وما لفها من شد وجذب يتشابه إلى حد بعيد مع حسابات كل من (توم) وجيري) في معركة بلا أية نتائج إيجابية جديدة ولا منتهى منظور يؤمل عليه.

 وبالواقعية المفرطة التي ضربها صديقي العزيز مثلا لدواعي اليأس والقنوط من كل جهد يبذل لخدمة أبناء هذه المنطقة ، وإزاء تراجعه عن مسعى تطوير المنطقة ثقافيا واجتماعيا بحجة فشل كل تجارب الماضي منذ عهد المرحوم الأستاذ عبد علي آبو علي ، تدور في خلدي دائما مسألة علاقتنا بفلسفة (الانتظار) وأثرها الاجتماعي والثقافي ، فلا أرى أي مسوغ لاستبعاد صور المثالية أو أي مبرر للأحجام عن تبنيها كمقدمة لأي مشروع تنموي ثقافي أو اجتماعي عملي في منطقتنا:

 فعن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) قال :

(انتظروا الفرج ولا تيئسوا من روح الله ، فإن أحب الأعمال إلى الله تعالى انتظار الفرج، الأخذ بأمرنا معنا غدا في حظيرة القدس ، والمنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله).

 إن (انتظارنا) للإمام المهدي الغائب (عجل الله تعالى فرجه الشريف) - الذي نستعد جميعا لإحياء ذكرى ولادته الشريفة المباركة في منتصف شهر شعبان - لا يعني بأي حال من الأحوال ترك الأمور تجري في مستقر على قاعدة من الجبر ، وإلا أضاع المتشحط بدمه في سبيل الله تعالى ثوابا وجزاء وفاقا، بل أن المعني بـ (الانتظار) - في بعض معانيه - لا يخرج عن كونه تهيؤا وترقبا ، وتدقيقا وفحصا عن بصر وبصيرة ووعي للأمر بقصد كسب المعرفة الشاملة بـ"الذات" وبـ"المحيط" وما إذا كان كلاهما خاضعين بحق للشرعية ويتميزان بالمشروعية. لأن انتظار الإمام (عليه السلام) ليس انتظارا محصورا في مقدمه الشريف وخروجه فحسب ، بل أن فيه تتمثل الشرعية والمعرفة التامة بالشريعة ومصادرها، وتتجلى فيه الصورة المثلى محل وأساس ومحور المقارنة والمماثلة بالمعارف والأعمال التي تتفاعل مع واقعنا حين تتعقد مجريات حياتنا في ألفاظها ومعانيها حتى تتشابه الأمور علينا ويصار بها إلى خلاف الحقيقة المطلقة التي أتى بها نبينا محمد( صلى الله عليه وآله وسلم) ودعا إليها شريعة ومنهاجا.

 وهذا التمثل ليس مقيدا على لحظة خروجه وسعيه لملئ الأرض عدلا بعدما ملئت ظلما وجور ، إنما يظل هذا التمثل حاضرا وثابتا ومؤثرا في زمن غيبته الكبرى كحضور الشمس وثباتها وتأثيرها على البلاد والعباد لحظة تلبد الأجواء بالغيوم والسحب.

 فقد ورد في توقيع إمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) للشيخ الصدوق: (وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب ، وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء) .

 واما (الفرج) فهو شعور ذاتي طيب ورضا مستقر عن كل ما يتحقق بوجه سليم على صعيدى الذات والمحيط كناتج طبيعي عن (الفرج) الذي ينجم عن (انتظار الفرج)

 فعن محمد بن الفضيل عن الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) قال: سألته عن شيء من الفرج ، فقال : أليس انتظار الفرج من الفرج ؟. إن الله عز وجل يقول { فانتظروا إني معكم من المنتظرين}.

 ولكي نحقق الفرج فتأنس نفوسنا وتطمئن على مبادئها ودينها ، علينا انتظار الفرج الذي يتطلب منا اختيارا تحقيق كل لوازمه الشرعية الواردة في الروايات التي يراد منها عبادة الله تعالى بأحسن الصور وتسخير نعمه في ما يحبه ويرضاه. 

 ولو دققنا النظر وتأملنا وتفحصنا أرض الواقع انطلاقا من عقيدتنا في الانتظار والفرج فإننا سنصل إلى معرفة محفزة على البناء والتنمية بلا يأس وقنوط وتبجح بأحاديث الواقعية - مفادها : أن أنفسنا قد أحاط بها كل فساد سياسي وثقافي واجتماعي واقتصادي . ولو تكلمت الأرقام الحقيقية في بحث هذا الأمر لما بقت بين أيدينا باقية. فلغة الأرقام في وضعنا الراهن لا تَعتمد إلا للدعاية للشخصيات الرسمية في الدولة دون سواها حتى باتت هذه اللغة البائسة المسكينة قدوة عند بعض سياسيينا – مع الأسف الشديد- . وهي لغة محرفة ومشوهة دائما ولا تعتمد إلا في الحديث عما يفترض أن يكون ، وُتغيّب عند الحديث عما يجب أن يكون أو عما هو عليه واقع الحال وما هو كائن .

 ولو تأملنا بـ(انتظارنا) وتفحصنا ودققنا النظر أيضا في واقعنا سنجد أن بلادنا تعلو سفينة لا ربان على ظهرها يوجهها نحو مرادها، فضاقت بنا أعالي البحار والمحيطات بأمواجها ، واصطدمت بنا السفينة في كل مرحلة من مراحل إبحارنا مرات عدة بتحديات ظننا بسذاجة أنها هشة وإذا بها تملي علينا فشلنا وتتشفى مما نحن عليه من تيه وضياع . فأين هو الربان القائد القادر على الإبحار بنا إلى شاطئ الأمان؟. أليس من الأجدى أن نختار قائدا وزعيما وإماما يختصر بنا المسافات إلى الحق المبين والأمل اليقين؟!.

 أليس من الحكمة ونحن نمتلك في اعتقادنا ما لا يمتلكه الآخرون من إيمان بإمام يقين تعقد عليه كل الآمال في ظل غيابه أو حضوره - أن نسعى جاهدين لتحقيق رغباتنا وأمنياتنا في منطقتنا وفي بلادنا بهمة عالية تتساوى ومسعي ذلك الجندي المغوار الذي يختاره الإمام (عليه السلام) بين جنوده وتحت رآيته؟ فهل في هذه الحكمة مثالية لا تقرأ الواقع .

 إن المنتظر للفرج هو نحن وليس أناسا آخرين في غير كوكبنا . ولنتصور صفات جنود الإمام ورفاق مسيرته..انهم ليسوا أئمة بالطبع ، إنما هم من اتباعه (عليه السلام) فلا يختلفون في مكوناتهم الجسدية والنفسية عنا ، فهم منا والينا.

 فهل سيكون تأسيس مشروع تنموي في منطقتنا قوامه لجنة شعبية بسيطة نزيهة منتخبة ممثلة عن المنطقة لترعى مصالحها وتحصي أرقامها بلغة علمية نظيفة – تأسيسا مثاليا مخالفا للواقع ولا يمكن تحقيقه ، أم انه أجنبي عن ثقافة واجتماع أهالي النعيم ، أم أن أبناء منطقتنا غير مؤهلين لمثل هذا الطرح (المثالي) ولا يمتلكون همة عالية فلا قربى لهم مع صفات جنود الإمام (عليه السلام)؟!

 إن من يؤمن ويعتقد بالانتظار وظهور الإمام (عجل الله تعالى فرحه الشريف) لا بد له من إرادة مثالية صلبة لا يفلها الحديد ، فتجعل منه جنديا تحت طلب الإمام (عليه السلام) في أي وقت تقرر فيه مشيئة الله تعالى الظهور الشريف . ولا محل لليأس والقنوط بين مجتمع ينتظر الفرج . فإذا كان انتظارنا سببا في كشف ما تخبئه ذواتنا وما يضمه محيطنا الاجتماعي والسياسي والثقافي ، فإن الأمل بالفرج في انتظار الفرج لا يتحقق إلا بصياغة تلك الذوات وذلك المحيط صياغة أساسية ترضي الإمام الغائب(عليه السلام).  

 

 

 

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م