قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالات
 
سفينة كربلاء أسرع
فضيلة الحاجي - 2011/01/05 - [الزيارات : 5374]

ثبات القيم على مدى قرون من الزمن في قضية ما، يفيد اقترانها بإيمان مطلق من قبل جهة ما بدون تأثيرات ذاتية سلبية أو عكسية.. ووضوح القيم واستقرارها في حركة السير إلى الهدف يفيد ارتكاز هذه الجهة في هذه القضية على مرجعية إنسانية لابد وان تكون متكاملة.

أهل البيت عليهم السلام لا يقاس بهم أحد كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام :(لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله من هذه الأمة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفئ الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة)1

ولو افترضنا جدلا أن هناك قياسا بين الإمام الحسين عليه السلام وبين يزيد "لعنة الله عليه" ، ثم سقناهما كمرجعيتين لجهتين حضرتا في كربلاء في اليوم العاشر من المحرم سنة 61 هجرية.. الحسين عليه السلام كمرجعية داعية إلى الخير والحق والفضيلة، ويزيد داع إلى اغتنام الفسق والظلم والنفاق لتثبيت أركان خلافة بني أمية ، ومع تباينهما الصريح في المثل والقيم ولا نسبية في قواهما الحربية؛ سيتبين من موقفيهما أن المثل والقيم لا تكون خالدة وثابتة ومستقرة في سيرها إلى الهدف المنشود عند الإنسان الفرد أو الجماعة إلا بثبات الأصول والقواعد وبإتباع المرجعية البشرية ذات الوجدان الحي والعقل المتوقد والنفس القوامة والمذهب المستقيم.

نعرف تماماً أن الحسين عليه السلام كان مثالاً للخضوع الكلي لأمر الله تعالى، وله سبحانه وتعالى أسلم واسترجع، ومن ذلك استهل الحسين عليه السلام خروجه من المدينة قاصدا كربلاء بالتصريح لأخيه محمد بن الحنفية:( شاء الله أن يراني قتيلا وشاء الله أن يراهن سبايا)2 ولا محيص عن يوم خط بالقلم.

ثم إن إخباره عليه السلام السيّدة أُمّ سلمه رضوان الله تعالى عليها قبل خروجه من المدينة بمصيره المحتوم وما سيؤول إليه أمره من قتل وسبي لأهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله من جهة قوم حملوا ثأرا جاهليا ، بقوله لها: (يا أمّاه وأنا والله أعلم ذلك، وأنّي مقتول لا محالة، وليس لي من هذا بدّ، وأنّي والله لأعرف اليوم الذي أُقتل فيه، وأعرف من يقتلني، وأعرف البقعة التي أُدفن فيها، وأعرف من يُقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعتي، وأن أردت يا أُمّاه أُريك حفرتي ومضجعي.. يا أُمّاه، قد شاء الله أن يراني مقتولاً مذبوحاً ظلماً وعدواناً، وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مشرّدين، وأطفالي مذبوحين مأسورين مظلومين مقيّدين، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصراً ولا معيناً)3 - هذا الإخبار بكل تأكيد فيه دلالة على تميز الإمام الحسين عليه السلام بما هو فوق قدرة البشر من حيث الإرادة والعزيمة فضلا عن وحي يوحى إليه.

وليس أعظم من تقديم الإمام الحسين عليه السلام طفله الرضيع قربانا لله وإحقاقا للحق حين جعله حرملة طعما للسهام فأصابه في رقبته.. الم يسق أعداءه وخيولهم الماء من قبل وقوع المعركة في ظهيرة عاشوراء قائلا لرهطه : (اسقوا القوم وارووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا)، وبادر بنفسه إلى سقى ابن طعان المحاربي)4 ، ومع ذلك لم يأمن طفله ردى سهامهم.

الم تأبى أنفس أنصاره في كربلاء التنعم بالحياة وملذاتها فسجلوا لهم حضورا خالدا ، وهكذا علي الأكبر والقاسم وبرير وزهير والحر وحبيب ووهب وجون وعمر بن جناده وأبوه جنادة، وجميع شهداء كربلاء . الم يرم العباس عليه السلام الماء من كفيه وفاء لأخيه عليه السلام العطشان فرجع الميدان يحارب حتى قطع زيد بن ورقاء وحكيم بن الطفيل يمينه ويساره .الم يدافع أنصار الحسين عليه السلام حتى أخر رمق من حياتهم عن إمامهم عليه السلام فنالوا ما نالوا من نعيم الدارين.

كان واضحا ما فعله يزيد كمرجعية سياسية في الشام في ذلك اليوم المفجع حينما تجاسر وتغنى فرحا بقتل الحسين عليه السلام وسبي عياله ونسائه قائلا: (ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لا تشل قد قتلنا القرم من سادتهم وعدلنا ميل بدر فاعتدل)5. وما فعله أعوانه المفسدين في الأرض حينما تسابقوا على رفع رأس الحسين عليه السلام على رأس رمح طويل ورض صدره الشريف بحوافر خيولهم تشفياً لأحقاد بدرية وأحدية وخيبرية وحنينية وغيرهن

الم يحدثنا التاريخ أن الشمر بن ذي الجوشن "لعنة الله عليه" صعد على صدر الحسين واجتز رأسه الشريف بسيفه من قفاه . الم يتجرأ ابن زياد على سبايا أهل البيت عليهم السلام ويذلهم ويهينهم في الكوفة. الم يقصد ابن سعد إلى قتل الإمام زين العابدين عليه السلام المريض لولا تدخل مباشر من عمته السيدة زينب عليها السلام .

الم تبالغ القبائل من الكوفة إلى الشام في إظهار الفرح ونشر الزينة في يوم عيد بمناسبة وصول راس الحسين عليه السلام ورؤوس أنصاره والسبايا من أهل بيته رغبة في رضا أميرهم ابن زياد وخليفتهم يزيد .

الم تتجاسر أم هجام على الرأس الشريف فترميه بالحجارة من شرفة دارها.

المواقف الحاسمة التي يمكن أن تشهد لأصحابها بالخير أو الشر في التاريخ كثيرة جداَ ، وإذا ما قيد عمل الخير بمرجعية معصومة خالصة الإيمان فإنه سيكون خالدا ،فكيف به إذا ما كان من ركاب سفينة أبي عبد الله عليه السلام ، بلا شك أنها الأسرع .

 

 

 


1- المصادر:
2- شرح نهج البلاغة ،ابن أبي الحديد 138/1
3- اللهوف في قتلى الطفوف، السيّد عليّ بن موسى بن جعفر ابن طاوس الحسني الحلي ،ص/ 39
4- بحار الأنوار، المجلسي 44/329.
5- الإرشاد: المفيد 224،
6- ناسخ التواريخ: 3/138 عن دار المعارف الحسينية ديوان القرن الأول/

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م