قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
لمسة وفاء للراحل العزيز
شبكة النعيم الثقافية - صحيفة الوسط البحرينية - 2015/01/25 - [الزيارات : 6323]

لمسة وفاء للراحل العزيز

قاسم حسين
كاتب بحريني

في لمسة وفاء جميلة، نظّمت جمعيتا «الصم» و«رعاية مرضى السكلر»، حفلاً تأبينياً مشتركاً، للشاب الراحل سعيد أبوعلي، في ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيله. وكان لافتاً حجم الحضور، من أعضاء الجمعيتين، فضلاً عن أهالي النعيم، مسقط رأس الشاب الذي قضى في نوبة «سكلر» حادة لم تمهله طويلاً، ليصبح الرقم 43 بالعام 2014 من ضحايا هذا المرض الوراثي المستوطن في البحرين منذ قرون.

التأبين اشتمل على مجلس عزاء، ثم كلمةٍ لنائب رئيس جمعية الصم، استذكر فيها ذكرياته مع زميله الراحل، الذي عُرف بابتسامته الدائمة، وحسن تعامله مع الجميع، ومده يد المساعدة الممكنة لرفاقه. وفي الفيلم التوثيقي القصير، كانت الابتسامة الوادعة التي يظهر بها في كل الصور هي السر الذي أكسبه محبة كل هؤلاء الحضور. فالإنسان ليس بماله وسلطانه، فمثل هذا المواطن الشاب البسيط، لم يكن يملك أملاكاً ولا عقاراً، ولكنه كان يملك ما هو أغلى منهما: «حسن المعاملة» الذي أكسبه محبة الناس.

في كلمته، أعرب رئيس جمعية رعاية مرضى السكلر عن أسفه لأنه لم يعرف الراحل إلا في الساعة الأخيرة من حياته، حيث لم يكن مسجلاً لدى الجمعية أو معروفاً لديها بإصابته بالمرض. وكانت الوزارة قد اتصلت بالجمعية لمعرفة أهله بعد ساعة وفاته، بعدما تعذّر الاتصال بزوجته التي تعاني من الإعاقة السمعية نفسها.

في جمعية الصم، كان من المشاركين الدائمين في فعالياتها وأنشطتها المتنوعة، من محاضرات ودورات تعليمية، ومسابقات ورحلات ترفيهية... وكان آخرها رحلة تم تنظيمها للكويت العام الماضي. وفي عطلة عيد الفطر المبارك (صيف 2013)، شارك في رحلة الجمعية إلى منطقة «أبها» غرب السعودية.

في هذه الرحلة، وبسبب برودة الجو والمناطق الجبلية المرتفعة، تعرّض ابنه الصغير والوحيد لنوبة «سكلر»، فأدخل أحد المستشفيات ليقضي ليلته هناك حتى اليوم التالي. وكانت فرصةً لأشاهد عن قرب فصلاً جديداً من معاناة هذه الفئة التي تدفع ضريبة المرض مرتين: مرةً عبر الوراثة، ومرةً عبر التقصير والإهمال الحكومي، حيث لم تفلح وزارة الصحة بكامل قدراتها وإمكاناتها، في إيجاد حلٍّ يوقف هذا النزيف في أرواح المرضى، وأكثرهم من الشباب في سن غضة. وهكذا ظللنا نفقد سنوياً ما لا يقل عن 45 روحاً بشرية، بمعدل 4 ضحايا شهرياً، دون أن يهزّ ذلك شعرةً واحدةً في مفرق وزارة الصحة العتيدة.

أكتب بحزن وأسى، وأنا أعدّد الضحايا وأستذكر صورهم وأطيافهم، وأعود لأكتب مقالاً جديداً كلما سقطت ضحية جديدة من ضحايا هذا المرض الغادر. بعضهم صغار سن، وبعضهم يخلفون وراءهم أسراً وأيتاماً. كل هؤلاء بشرٌ ولهم حقوقٌ واجبةٌ على الدولة، أولها حقّ الرعاية الصحية، وعدم تركهم فريسةً للإهمال وسوء الإدارة والتقصير في العلاج. أليس حراماً أن يقضي شابٌ بسبب عدم وجود سرير فارغ في قسم العناية المركّزة في اللحظة المناسبة، أو لعدم وجود طبيب مناوب مختص أيام الإجازة الأسبوعية، أو لتطبيق «بروتوكول» صحي مثير للجدل يتسبّب في وفاة عدد أكبر من المرضي بدل تقليلهم والتخفيف من معاناتهم وآلامهم؟.

بقعة الضوء التي تنشقّ عنها هذه الظلمة، هو ما تجده من روح التآلف والتآزر والترابط الأخوى العميق بين ضحايا المرض والإهمال

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م